الاثنين، 14 مارس 2011

خرافات اعشقها

حين دقت الساعه الثانيه بعد منتصف الليل وصلت الى مسامعى اصوات تشبه الطنطنات مصحوبه بصوت مياه شديده تخرج من الحمام وحين اقتربت من الصوت فوجئت باخى الصغير يقف على كرسي الحمام وبيده فرشاه الاسنان وفمه مليئ بالمعجون وهو فى قمه الاستمتاع بعمليه غسيل الاسنان المصحوبه منه بغناء اغنيه محببه له من خلال فم مليئ بالمعجون وبعد ان اغلقت المياه واقنعته بان هذه الجرعه من النظافه اليوم كافيه جدا ويمكن ان يكمل فى الصباح وبدأت فى استدراجه لاعرف منه السبب فى غسيل اسنانه فى هذا الوقت المتأخر من الليل وطبعا يحدث هذا بالكلام المعسول الذى ينتهى عادة بعبارة "نانا انا مبيكلش معايا كده عايزة ايه" كان رده على غير توقعى تماما "أنا بغسل سنانى علشان انا عايز اغسل بالمعجون الجديد اللى طعمه حلو واستخدم الفرشه الشياكه دى" واصطحب ذلك ضحكه طفوله رائعه ذكرتنى بنفسي فى عمره لم اكن ابدا استخدم المعجون لطعمه او الفرشاه لشياكتها او حتى لنظافتى وانما لخوفى على اسنانى من ان تاكلهم المراه التى تاتى فى الليل وكانت تسمى الشمامه حسب قول امى سوف تاتى تلك المراه لتشم فمى ويدى وقدمى وويلي كل الويل ان وجدت احدى هذه الاعضاء غير نظيفه سوف تتخلص منهم بان تاكلهم سوف تاكل اسنانى او يدي او قدمى يا الهى كان الرعب يتملكنى ويحرك دوافعى لاكون دائما نظيفه اخشي على مظهرى ان تخلصت تلك المراه من اعضائي الهامه كيف ستبدو ضحكتى من دون اسنانى وسحبتنى سجاده الذكريات لابو رجل مسلوخه الذى كان يمنعنى من النزول فى وقت متاخر بعد الساعه الثامنه مساءاً حتى لا يظهر هذا الرجل ويخطفنى ويحرمنى من امى والنداهه التى سوف تاثر مخى وتعيدنى الي امى بدون مخ او مندوهه اكلم نفسي وهذا فى حاله انى اكلم نفسي كثيراً وانا العب او وانا العب بصوت مرتفع يزعج الاخرين وايضاً امنا الغوله هذه المرآه الفولازيه التى كان يصورا لنا الكبار بانها ذات شعر اشعث اغبر وملابس ممزقه ومتسخه وعيون جاحظه ومنحنيه الظهر وحين وصلت الى هنا ضحكت ضحكت كثيرا وكثيرا وكثيرا على نفسي وفوجئت بي اقول لنفسي اليوم انا اعشق تلك الخرافات وافقت على صوت الاستاذ الصغير وهو يقول لى "انت يا نانا هتفضلى واقفة قدام الحمام كده كتير ومبتعمليش حاجه طيب حاسبي لحسن حاجه تخطفك" وضحكت مره اخرى هل قدر لنا ان يرهبوننا الكبار ونحن صغار ثم يخيفوننا الصغار ونحن كبار هههههههههههه ولكن فى النهايه انا اعشق تلك الخرافات فليبحث كل منا عن بحر الذكريات القديمه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق