ترك الجميع عملهم والتفوا جميعا حول التلفزيون او المذياع، لسماعهم نبأ فوز احد
مرشحى الرئاسه، منقسمين على انفسهم فرقاً على ثلاث مكاتب متفرقه ابعد ماتكون عن
بعضها، ومختلطين فى نفس الوقت، كل مكتب يحمل من انصار المرشحين عددا لابأس
به، ينسي كلاً منهم اى شئ سوى ان هذه هى اللحظات الفارقه، منهم من يجلس ومنهم من
وقف من فرط العصبيه ومنهم من لم يتحمل فادار وجهه للتلفاز ومنهم من يحمل كوب فى
يده كى يساعده على ابتلاع ريقه الذى جف وكان الغدد اللعابيه هربت منه بلا عودة
ومنهم من يشعل سيجاره من سيجارة، ولدى كلاً منهم أمل فى ان بعد لحظات سوف يكون
المنتصر، وفى احدى المكاتب جلست هى فى ركن ركين تشاهدهم جميعا، دون ان يشعر
بوجودها احدهم من فرط التوتر والانفعال والتركيز، تشفق عليهم جميعا، ظلت تسئل
نفسها من منهم سوف يحتفل بعد لحظات، ومن منهم سوف يصاب بخيبه امل، وكيف
سيكون المستقبل امام المنتصر، وكيف سيكون امام المهزوم، كيف سياتى غدا وكيف
سيمر اليوم، كيف وكيف وكيف الف سؤال وسؤال، وفقط هى اللحظات الفارقه لاجابه
جميع هذه الاسئلة، ومن اكثر الاشياء عجبا انها على يقين من انها رأت قلوبهم تخرج من
مكانها من فرط الانفعال، وسمعتها تعزف سيمفونيه متكاملهفاقت كل السمفونيات التى
سمعتها روعه وجمال من فرط ما تحمله، افاقت من افكارها على صوت عدد منهم
يصرخ من فرط الانفعال ليهنئ فريقا منهم بعضه ويبكى الفريق الاخر، ويعلم الله وحده
كيف مرت هى هذه اللحظات، اللحظات الفارقه